وزير الثقافة: "روافد ورُؤى" محطة محورية في استكشاف الفنون وتعزيز التبادل الثقافي بين الإمارات وجمهورية كوريا
خلال مشاركته في افتتاح معرض فني في سيول

أبوظبي، 16 ديسمبر 2025 : شارك معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي وزير الثقافة، في فعاليات افتتاح المعرض الفني البارز روافد ورُؤى، المعرض الأول من نوعه والأكبر لمنجز الفن التشكيلي الإماراتي في العاصمة الكورية سيول، والذي تنظمه مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون بالشراكة مع متحف سيول للفنون خلال الفترة من 16 ديسمبر 2025 وحتى 29 مارس 2026.
ويأتي المعرض، الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الراعي الفخري المؤسس لمهرجان أبوظبي، ليشكل نقلة نوعية في مسار التبادل الثقافي المتنامي بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا، والذي شهد توسعًا كبيرًا خلال العقود الماضية عبر مبادرات وبرامج مشتركة شملت الفنون، والسينما، والتراث، والأدب، وفعاليات ثقافية كبرى.
وأكد معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، في كلمته خلال حفل الافتتاح، أن المعرض يمثل محطة محورية في رحلة استكشاف الفنون وتعزيز التبادل الثقافي بين البلدين، ويذكّرنا بقوة الفن في بناء الجسور بين الثقافات وتعميق الحوار وتقوية الروابط الإنسانية.
وقال معاليه: "تستند علاقتنا المتميزة مع جمهورية كوريا إلى الاحترام المتبادل والقيم المشتركة، وقد توسعت شراكتنا عبر السنين لتشمل التراث والسينما والأدب والفنون البصرية، مما أسهم في تقريب مجتمعاتنا وإثراء المشهد الثقافي في البلدين".
وأضاف: "نرى في التراث الثقافي جسرًا يربط الماضي بالحاضر وأساسًا صلبًا للمستقبل. وانطلاقًا من هذه الرؤية، رسّخنا الثقافة كركيزة أساسية في اقتصادنا المعرفي المتنوع، من خلال الاستثمار في الصناعات الإبداعية، ودعم الفنانين، وعرض تراثنا الغني على الصعيد العالمي".
يجمع المعرض أكثر من 100 عملٍ فني من إبداع 47 فنانًا، بينهم 33 فنانًا إماراتيًا، ويمتد عبر ثلاثة أجيال من المبدعين مجسدًا خمسة عقود من نشأة وتطوّر التشكيل الإماراتي المعاصر.
ويغطي المعرض العديد من الوسائط الفنية من بينها التصوير الفوتوغرافي، والفيديو، والرسم، والنحت، والأداء الفني، والتركيب، ويستكشف كيف تتغير الدلالات والمعاني بين جيل وآخر ومنطقة وأخرى، بينما يخوض في مكامن التحولات الدقيقة التي تُشكلها عمليات التبادل والسياقات الثقافية المختلفة.
كما يناقش المعرض كيف تُسهم أشكال التقارب الثقافي المتنوعة، سواء كانت ثقافية أو جغرافية أو نابعة من الهويات والحكايات المشتركة، في صياغة التحولات دون إلغاء الاختلاف أو طمس الخصوصية الثقافية.
ويكشف معرض "روافد ورُؤى"، بإشراف القيّمتين الفنّيتين مايا الخليل وأونجو كيم، عن ثلاثة أقسام رئيسية بموضوعات خاصة بكل قسم، تم تطوير كل منها بالشراكة مع القيّمين الفنّيين الضيوف، ومن بينهم فرح القاسمي، ومحمد كاظم، وكريستيانا دي ماركي، والثلاثي الفني رامين وروكني حائري زاده، وحسام رحماني.
ويقدّم كل قسم منظورًا مختلفًا للتفاعل مع العالم، حيث تتقاطع الرؤى، لتتلاقى أحيانًا وتتباعد في أحيان أخرى، مقدمة تفسيراتٍ متعددة للعالم. وتُسهم التدخلات القيّمة التي يقدمها الفنانون بإنشاء عوالم فنية تدعو زملاءهم والجمهور إلى التأمل والحوار والاكتشاف.
وتأتي مشاركة دولة الإمارات في هذا الحدث الفني في إطار العلاقات الثقافية الممتدة بين البلدين، والتي تعززت منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية عام 1980، وصولًا إلى "الحوار الثقافي الإماراتي الكوري 2020"، وتوقيع عدد من مذكرات التفاهم الثقافية في مايو 2024 بهدف تطوير التعاون في الفنون والتراث والصناعات الإبداعية.





