وزارة الرياضة تستعرض جهودها في تطوير الخدمات وتصفير البيروقراطية
خلال اللقاء الدوري الثالث للمرحلة الثانية من برنامج "تصفير البيروقراطية"

أحمد الفلاسي:
تتبنى الوزارة فلسفة عمل تستلهم رؤية القيادة الرشيدة في جعل الكفاءة والسرعة والابتكار ركائز أساسية للعمل الحكومي
تصفير البيروقراطية ليس مشروعاً إدارياً وحسب، بل هو تحول في ثقافة التفكير والإنجاز داخل الوزارة
الإمارات العربية المتحدة، الثلاثاء، 28 أكتوبر 2025- استعرضت وزارة الرياضة جهودها في تطوير الخدمات الحكومية وتصفير البيروقراطية، خلال اللقاء الدوري الثالث للمرحلة الثانية من برنامج "تصفير البيروقراطية" والذي استضافته جامعة الإمارات العربية المتحدة، وذلك لمتابعة الجهود الحكومية في إطار البرنامج من خلال تبسيط الإجراءات وتحسين تجربة المتعاملين، بما يعزز كفاءة الأداء المؤسسي في القطاع الرياضي ويدعم الجهود الوطنية في تقديم أفضل خدمات حكومية في العالم.
حضر اللقاء معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير الرياضة، وسعادة غانم مبارك الهاجري، وكيل وزارة الرياضة، وسعادة الشيخ سهيل بن بطي آل مكتوم، الوكيل المساعد لقطاع التنمية والتنافسية الرياضية بوزارة الرياضة، وممثلين عن برنامج الإمارات للخدمة الحكومية المتميزة وعدد من فرق العمل بالوزارة وممثلين عن الجهات الاتحادية والرياضية ذات العلاقة.
وفي كلمته خلال اللقاء، أشار معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي إلى أن الوزارة تبنت منذ تأسيسها فلسفة عمل تستلهم رؤية القيادة الرشيدة في جعل الكفاءة والسرعة والابتكار ركائز أساسية للعمل الحكومي، مشيراً إلى أن تصفير البيروقراطية لم يكن مشروعاً إدارياً فحسب، بل تحولاً في ثقافة التفكير والإنجاز داخل الوزارة. وقال معاليه: "تعلمنا من قيادتنا الرشيدة أن التطوير لا يبدأ من اللوائح، بل من الممارسة الفعلية والعمل، وأن البيروقراطية ليست قدراً، بل تحدٍ يمكن تجاوزه عندما تتوفر الإرادة والعمل الجماعي. ومن هذا المبدأ، حرصنا على أن نعمل وفق ثقافة تضع احتياجات المتعاملين وتطلعاتهم في قلب العمليات التطويرية."
وأضاف معالي الدكتور الفلاسي: "خلال العام الأول من عمر الوزارة، بادرنا لتشكيل لجنة لتصفير البيروقراطية، وانطلقت سبعة فرق عمل متخصصة لإعادة هندسة الخدمات وتبسيط السياسات والإجراءات. وأسفرت هذه الجهود عن إنجازات ملموسة وقابلة للقياس في سرعة وكفاءة الخدمات الحكومية. هذا التحول لم يكن على مستوى الإجراءات والخدمات فحسب، بل في العقلية المؤسسية وثقافة الأداء، حيث أصبحت المبادرة في اقتراح الحلول الاستباقية ثقافة عمل نفخر بتبنيها في وزارة الرياضة."
شهد اللقاء استعراضاً شاملاً لجهود تصفير البيروقراطية في وزارة الرياضة، والذي شمل إعادة هندسة الخدمات الحكومية وتطوير السياسات الداخلية بالتعاون مع المتعاملين، من خلال مجالس المتعاملين ومختبرات تجربة المستخدم، إلى جانب إصدار ميثاق وزارة الرياضة لتصفير البيروقراطية.
وأوضحت الوزارة أن هذه التحسينات نجحت في تصفير زمن الحصول على خدمات التفرغ الرياضي الثلاث (الإصدار، تحديث البيانات، الإلغاء) بنسبة 100%، كما تم إلغاء كافة المستندات، وخفض عدد الخطوات بنسبة 33%، وكذلك عدد الزيارات على الموقع الإلكتروني للوزارة بنسبة 50%، إلى جانب إلغاء جميع الحقول غير الضرورية; مما أدى إلى ارتفاع نسبة رضا المتعاملين عن الخدمات إلى 91% خلال عام 2025، في مؤشر يعكس أثر التحسينات المؤسسية على تجربة المتعاملين والرياضيين على حد سواء.
وخلال اللقاء، استعرض فريق وزارة الرياضة أبرز المبادرات التي أطلقتها الوزارة لتمهيد الطريق للرياضي الإماراتي في رحلته نحو تحقيق الألقاب والوصول إلى منصات التتويج، ومن أبرز تلك المبادرات منصة لجنة المواهب التي تمثل قاعدة بيانات رقمية موحدة لاكتشاف ورعاية المواهب في مختلف الألعاب، تربط الرياضيين بالاتحادات والأندية، حيث تتيح تقييم الأداء باستخدام أحدث التقنيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي والفحوصات المتخصصة، ما ساهم في رفع كفاءة اختيار ورعاية المواهب.
وأسهم تطوير خدمات التفرغ الرياضي في تسريع إجراءات انضمام الرياضيين إلى برامج رعاية لجنة الإمارات لرعاية المواهب الرياضية ودعم الرياضة الوطنية، ولجنة الإمارات لرياضة النخبة والمستوى العالي، من معسكرات تدريبية محلية ودولية، وتسهيل تجهيز اللاعبين للمشاركات الدولية، ما انعكس إيجاباً على جاهزية أبطال الدولة وقدرتهم على التمثيل المتميز في المحافل العالمية.
ولدفع منظومة تصفير البيروقراطية، تنظم الوزارة بشكل دوري ورش تطويرية للخدمات، وتطلق مسابقات وجوائز للابتكار في الخدمات الحكومية، إلى جانب جهودها في تحسين السياسات والتشريعات من خلال تطوير اتفاقية مستوى الخدمة، وتحديث لائحة التفرغ الرياضي، وإضافة مواد خاصة بتصفير البيروقراطية ضمن دليل حوكمة الاتحادات الرياضية، بما يعزز ثقافة التميز المؤسسي واستدامة التحول الإداري في الوزارة.
وعكست هذه الجهود الأثر الوطني الملموس، فإلى جانب ارتفاع مستويات رضا المتعاملين، شهدت منصة لجنة المواهب الوطنية انطلاقة قوية في دورتها التقييمية الأولى، حيث أنشأ 1169 رياضياً ملفاتهم الشخصية على المنصة، وتقدم 370 رياضياً بطلبات عبر المنصة، وتمت دعوة 126 رياضياً للاختبارات، شارك منهم 101 رياضي يمثلون22 رياضة مختلفة، كما وصل إجمالي عدد رياضيي النخبة إلى 92 رياضياً حتى الآن، مما يعكس نجاح نهج تصفير البيروقراطية في تعزيز جاهزية القطاع الرياضي وقدرته على تمكين المواهب الوطنية وتسريع رحلة البطل الإماراتي نحو منصات التتويج العالمية.
وأكد فريق عمل الوزارة خلال اللقاء أن المرحلة المقبلة ستركز على توسيع نطاق التحول الرقمي في الخدمات الرياضية، وتطوير مؤشرات الأداء المؤسسي باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتعزيز التكامل بين المؤسسات الرياضية المحلية والاتحادية، بما يدعم بناء قطاع رياضي أكثر كفاءة واستدامة، ويجعل تجربة المتعاملين في الخدمات الرياضية نموذجاً للتميز الحكومي في دولة الإمارات.





