"إنفستوبيا طوكيو" تستكشف فرص الاستثمار والتمويل في الأسواق اليابانية بقطاعات الاقتصاد الجديد وريادة الأعمال والتصنيع المتقدم والتكنولوجيا المالية
>> بن طوق: "إنفستوبيا طوكيو" تخلق فرصاً اقتصادية واستثمارية واعدة لمجتمعي الأعمال الإماراتي والياباني.. ومحطة جديدة لدعم مستويات الشراكة بين البلدين في المجالات الحيوية والمستدامة يأتي اختيار طوكيو لإقامة محطة جديدة لحوارات إنفستوبيا العالمية تأكيداً على أهمية مجتمع الأعمال الياباني باعتباره شريكاً مهماً لقطاع الأعمال في دولة الإمارات شهدت "إنفستوبيا طوكيو" عقد 5 جلسات حوارية وطاولتين مستديرتين ارتكزت على: المزايا والفرص الاستثمارية الواعدة التي تتيحها الإمارات للمستثمرين ورجال الأعمال وصناديق الاستثمار من جميع أنحاء العالم الاطلاع على أحدث التوجهات العالمية في مجالات الاقتصاد الجديد وفرص الشراكات بين مجتمع الأعمال في اليابان ومجتمع الأعمال في الدولة تسليط الضوء على التشريعات الاقتصادية التنافسية لبيئة الأعمال في الدولة ودورها في تعزيز جاذبية الأسواق الإماراتية للاستثمارات الأجنبية المباشرة مناقشة أهمية ريادة الأعمال في دفع عجلة الابتكار والإبداع ودعم النموذج الاقتصادي الريادي للبلدين دعوة مجتمع الأعمال الياباني للاستفادة من مميزات الموقع الجغرافي لدولة الإمارات باعتبارها بوابة اقتصادية حيوية تربط شرق العالم بغربه ومركزاً لوجستياً رائداً للتجارة والاستثمار
أطلقت "إنفستوبيا" نسخة جديدة لحواراتها العالمية "إنفستوبيا طوكيو"، بهدف تحفيز الاستثمار في قطاعات الاقتصاد الجديد والاستثمار والخدمات المالية والتصنيع المتقدم وريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والتكنولوجيا، والاطلاع على أحدث التوجهات العالمية في المجالات ذات النمو السريع، وكذلك اتجاهات التمويل الحديثة في الأسواق الإماراتية واليابانية والآسيوية، وذلك بالتعاون مع وزارة الاستثمار الإماراتية، ووزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية، ومنظمة التجارة الخارجية اليابانية "جيترو"، وغرفة التجارة والصناعة اليابانية.
جاء ذلك خلال فعالية نظمتها "إنفستوبيا" 19 ديسمبر الجاري في العاصمة اليابانية طوكيو، بحضور معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد رئيس إنفستوبيا، ومعالي علياء بنت عبدالله المزروعي، وزيرة دولة لريادة الأعمال، وسعادة محمد عبدالرحمن الهاوي، وكيل وزارة الاستثمار، وسعادة شهاب أحمد الفهيم، سفير الدولة لدى اليابان، والدكتور جان فارس، الرئيس التنفيذي لـ "إنفستوبيا"، وبمشاركة أكثر من 150 شخصاً من القادة وصناع القرار ورجال الأعمال والمستثمرين وخبراء الاقتصاد ورواد الأعمال.
وقال معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد رئيس إنفستوبيا: "تجمع دولة الإمارات واليابان تاريخ غني من التعاون المثمر والعلاقات الاستراتيجية والروابط الاقتصادية والاستثمارية القوية الممتدة لسنوات طويلة، ولطالما كانت اليابان شريكاً رئيسياً للإمارات في قطاعات الاقتصاد الجديد والاستثمار والتكنولوجيا والابتكار، فنحن اليوم من خلال فعالية "إنفستوبيا طوكيو" أمام فرصة مثالية للارتقاء بالشراكة الاقتصادية بين البلدين الصديقين في هذه القطاعات الحيوية إلى مستويات أعلى تخدم رؤى البلدين في تعزيز نمو واستدامة اقتصادهما".
وأضاف معاليه في كلمته التي ألقاها خلال الفعالية: "تخلق الجلسات النقاشية واجتماعات الطاولة المستديرة لـ "إنفستوبيا طوكيو" فرصاً اقتصادية واستثمارية واعدة لمجتمعي الأعمال الإماراتي والياباني وتعزز من جاذبية أسواق البلدين للاستثمارات بالمجالات الحيوية والمستدامة، ويأتي اختيارنا لإقامة محطة جديدة لحوارات إنفستوبيا العالمية في اليابان، تأكيداً على أهمية مجتمع الأعمال الياباني باعتباره شريكاً مهماً لقطاع الأعمال في دولة الإمارات، كما أن اليابان تعد واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم وموطناً لمجالات الاقتصاد الجديد لا سيما التكنولوجيا والابتكار".
وتابع معاليه: "شهدت دولة الإمارات بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة تحولاً ملحوظاً في تنويع اقتصادها الوطني، حيث وصلت نسبة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي للدولة إلى 75%، مما يؤكد التطور السريع للتحول نحو نموذج اقتصادي مبتكر قائم على المرونة والاستدامة، والسير بخطوات ثابتة لنصبح المركز العالمي للاقتصاد الجديد بحلول العقد المقبل في ضوء مستهدفات رؤية (نحن الإمارات 2031)".
وقال سعادة شهاب أحمد الفهيم، سفير دولة الإمارات لدى اليابان: "إن الإمارات واليابان تجمعهما علاقات قوية وممتدة لأكثر من نصف قرن، ترتكز على الثقة والتفاهم المتبادلين على مختلف المستويات، لا سيما العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتي شهدت خلال الأعوام الماضية تطوراً كبيراً". مؤكداً سعادته أن تنظيم النسخة الحالية من حوارات إنفستوبيا العالمية في طوكيو يُعد خطوة مهمة ضمن الجهود المبذولة لبناء جسور التعاون الاقتصادي مع دولة اليابان الصديقة، بما يعزز الفرص الاستثمارية المشتركة، ويسهم في تحقيق النمو والازدهار للبلدين.
ومن جانبه، قال سعادة ماتسو تاكيهيكو، نائب وزير الشؤون الدولية في وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية: "يسرّني للغاية المشاركة في فعالية إنفستوبيا، التي تُعد حدثاً مميزاً لمناقشة سبل تعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين بلدينا. وأتطلع إلى أن تُثمر النقاشات المزيد من التوجهات الجديدة للتعاون بيننا".
وأكد سعادته أن اليابان والإمارات تعملان على تعزيز التعاون في مجالات غير تقليدية تشمل الابتكار، الذي يسهم في تطوير القطاع الصناعي لدولة الإمارات. كما رحّب بمشاركة دولة الإمارات في معرض "إكسبو 2025 أوساكا - كانساي" العام المقبل، متوقعاً أن يشهد البلدان مزيداً من التعاون الاقتصادي النشط خلال المرحلة المقبلة.
من جهته، قال السيد نوريهيكو إيشيغورو، رئيس مجلس إدارة منظمة التجارة الخارجية اليابانية (جيترو): "تمثل فعالية إنفستوبيا - طوكيو فرصة مهمة لاستكشاف جاذبية بيئة الأعمال في دولة الإمارات، والتي نعتبرها إحدى أهم الوجهات العالمية للاستثمار وبدء الأعمال، ونتطلع إلى أن تفتح هذه الفعالية آفاقاً جديدة تعزز العلاقات بين الشركات الإماراتية واليابانية". مشيراً إلى أن مكاتب منظمة (جيترو) في دبي وفي أنحاء اليابان ستواصل جهودها لدعم التعاون بين مجتمعي الأعمال الإماراتي والياباني، سعياً لتحقيق أهدافهما المشتركة.
الجلسات النقاشية لـ "إنفستوبيا طوكيو"
وتفصيلاً، شهدت "إنفستوبيا طوكيو" انعقاد 5 جلسات نقاشية مثمرة وفعالة، حيث جاءت الجلسة الأولى والرئيسية بعنوان "بناء الشركات الناشئة المزدهرة: استكشاف بيئة ريادة الأعمال الريادية في السوقين الإماراتي والياباني"، بحضور معالي علياء بنت عبدالله المزروعي، وزيرة دولة لريادة الأعمال، وسعادة شهاب أحمد الفهيم، سفير الدولة لدى اليابان، وسعادة يوريكو كويكي، محافظ مدينة طوكيو، وناقشت الجلسة أهمية ريادة الأعمال في دفع عجلة الابتكار والتحول نحو نماذج اقتصادية متقدمة، وكذلك المزايا والممكنات التي تقدمها الإمارات واليابان لتحفيز الابتكار والإبداع في مختلف المجالات، ونمو مشاريع رواد الأعمال وكذلك كيفية تعزيز تواصلهم مع صناديق الاستثمار ومجتمعات الأعمال لحصولهم على التمويلات اللازمة.
تعزيز التعاون في قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة بالبلدين
وفي هذا الصدد، قالت معالي علياء المزروعي: "إن دولة الإمارات واليابان تتقاسمان الرؤى المشتركة حول تنمية قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة باعتباره أحد القطاعات الحيوية والرئيسية في تعزيز نمو واستدامة اقتصاديهما، وفي هذا الإطار تضع وزارة الاقتصاد تطوير بيئة ريادة الأعمال ودعم نمو المشاريع الناشئة الوطنية ضمن أولوياتها وخطط عملها واستراتيجياتها، حيث أطلقنا المنظومة الجديدة لريادة الأعمال والتي ارتكزت على عدد من المبادرات ومنها تشكيل "مجلس الإمارات لريادة الأعمال" وإنشاء منصة وطنية موحدة لسهولة ممارسة الأعمال، وتأسيس "صندوق ريادة" والذي خصصت له الدولة حوافز بقيمة 300 مليون درهم لتشجيع الخريجين على الدخول في مجال ريادة الأعمال".
وأضافت معاليها: "تُشكل "إنفستوبيا طوكيو" محطة مهمة للنقاش حول مستقبل قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة في البلدين، وتبادل الخبرات والمعرفة حول الاتجاهات العالمية لتمويل المشاريع الناشئة من قبل المستثمرين وصناديق رأس مال المخاطر، ودعمها في التوسع بأسواق جديدة، وكذلك مناقشة السياسات الاقتصادية المرنة لتنافسية بيئة ريادة الأعمال في السوقين الإماراتي والياباني".
وناقشت الجلسة الثانية للفعالية بعنوان "الاتجاهات الجديدة التي تشكل المشهد الاستثماري في اليابان والإمارات العربية المتحدة" المناخ الاستثماري العالمي سريع التطور، وآليات التكيف مع التحولات الاقتصادية العالمية وتحولات السياسات المحلية، مع تسليط الضوء على القطاعات الرئيسية الدافعة للتنويع الاقتصادي في البلدين، والفرص الناشئة للمستثمرين والشراكات عبر الحدود بين البلدين.
وركزت الجلسة الثالثة بعنوان "زخم التصنيع: استكشاف الفرص المتاحة للشركات اليابانية في دولة الإمارات" على تسريع دولة الإمارات لاستراتيجيتها الصناعية، والتي رسخت مكانتها مركزًا عالمياً للتكنولوجيا المتقدمة والتصنيع المستدام بدءاً من الروبوتات المتقدمة إلى مبادرات الطاقة الخضراء، مما يوفر فرصاً فريدة للشركات اليابانية، وذلك بالجمع بين الخبرة اليابانية في الهندسة الدقيقة والابتكار، مع رؤية دولة الإمارات الاستشرافية والممكنات التي تتمتع بها في هذا القطاع الحيوي والمهم.
وفي الجلسة الرابعة بعنوان "استكشاف الاقتصاد الجديد: فرص التعاون بين اليابان والإمارات في مجال الابتكار والتكنولوجيا" ناقش المشاركون صعود الاقتصاد الجديد غير المسبوق في دول آسيا، في قطاعات الابتكارات المتطورة في الذكاء الاصطناعي والروبوتات والفضاء، الاستثمارات في التكنولوجيا المالية والأصول الرقمية.
وسلطت الجلسة الخامسة بعنوان "مكانة الإمارات كوجهة رائدة للاستثمار إقليمياً وعالمياً"، الضوء على القطاعات الحيوية والاستراتيجية الداعمة لتعزيز جاذبية الدولة للاستثمارات الأجنبية، وفرص زيادة الاستثمارات المتبادلة بين الإمارات واليابان خلال الفترة القادمة، كما تناولت الجلسة عدداً من المؤشرات التي تؤكد التنامي المستمر للاستثمارات الأجنبية في الأسواق الإماراتية، ومن أبرزها تحقيق الإمارات المركز الثاني عالمياً بعد الولايات المتحدة في عدد من مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة خلال عام 2023، حيث سجلت 1323 مشروعاً جديداً بنسبة نمو وصلت إلى حوالي 33% مقارنةً بالعام 2022، كما سجلت الدولة تدفقات من مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر الواردة خلال عام 2023 بلغت 30 ملياراً و688 مليون دولار بنسبة نمو بلغت نحو 35% مقارنةً بعام 2022.
وحضر الجلسة سعادة محمد عبدالرحمن الهاوي، وكيل وزارة الاستثمار، وسعادة حارب المهيري، المدير التنفيذي في مكتب أبوظبي للاستثمار، وأحمد بن سليم، الرئيس التنفيذي الأول والمدير التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة، ومحمد شرف المدير التنفيذي للعمليات وجذب الاستثمار في دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي.
إضافة إلى ذلك، شهدت "إنفستوبيا طوكيو" عقد طاولتين مستديرتين الأولى بعنوان "الإمارات العربية المتحدة بوابة حيوية للشرق الأوسط: خلق فرص للاستثمارات اليابانية"، بحضور معالي عبدالله بن طوق المري، وبمشاركة مجموعة من قادة الصناعة والمستثمرين والشركات في اليابان، حيث استعرض معاليه المناخ التنافسي لبيئة الأعمال في الدولة والممكنات التي تمنحها من تشريعات اقتصادية مرنة ومنها إتاحة التملك الأجنبي للشركات بنسبة 100%، وكذلك البنية التحتية المتطورة للاستثمار في القطاعات الاقتصادية المتنوعة مثل الاقتصاد الجديد والتصنيع والطاقة النظيفة والتحول الرقمي والتكنولوجيا المالية والاقتصاد الدائري.
كما تطرق معالي بن طوق إلى الموقع الجغرافي المتميز لدولة الإمارات باعتبارها بوابة اقتصادية حيوية تربط شرق العالم بغربه، ومركزاً لوجستياً رائداً للتجارة والاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا، وفي ضوء ذلك وجه معاليه الدعوة إلى مجتمع الأعمال الياباني للاستفادة من زخم الفرص الاستثمارية بالأسواق الإماراتية وتحفيزها على زيادة مشاريع وأعمالهم في الدولة.
وجاءت الطاولة المستديرة الثانية بعنوان "ممكنات التعاون في ريادة الأعمال والابتكار"، بحضور معالي علياء المزروعي، ومجموعة من قادة مراكز الابتكار ورواد الأعمال وصناديق الاستثمار في اليابان، حيث تطرقت هذه الطاولة إلى أهمية تطوير أنظمة مبتكرة في بيئة الأعمال لنمو مشاريع الشركات الناشئة ودعمها للتحول إلى شركات ريادية تسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية، كما ناقش الحضور مجموعة من الاستراتيجيات الرامية إلى دفع عجلة الابتكار والإبداع في البلدين، وكذلك أهمية تبادل الخبرات وأفضل الممارسات في هذا الصدد، بما يسهم في تعزيز مكانة الإمارات واليابان كقادة عالميين في مجال التكنولوجيا والابتكار.
يُذكر أن تنظيم "إنفستوبيا طوكيو" جاء على هامش زيارة وفد الدولة لليابان خلال الفترة من 17 حتى 19 ديسمبر الجاري، كما أنها آخر محطات حوارات "إنفستوبيا العالمية" لعام 2024، وسيشهد العام 2025 تدشين سلسلة من الجولات الجديدة في عدد من الأسواق الحيوية على المستوى الإقليمي والعالمي ومن أبرزها ميامي وقبرص والمجر والهند والصين والدورة الثالثة من "إنفستوبيا أوروبا" في ميلانو وعدد من المدن في أوروبا وإفريقيا، وذلك في إطار رؤية "إنفستوبيا" لتعزيز آفاق التعاون مع مجتمعات الأعمال وبناء شراكات مستدامة.