"دبليو دبليو بلس بي" و "هاسل" و" آر أس إتش بي" تقدم تصميماً مبتكراً لمشروع نفق مترو ملبورن في أستراليا يُعيد تعريف مفهوم الاتصال في المدينة
مكاتب الهندسة المعمارية العالمية الثلاث تتعاون في إحداث أكبر تطوير تشهده شبكة السكك الحديدية في ولاية فيكتوريا منذ 40 عاماً

من المقرر أن يعيد مشروع نفق مترو ملبورن تعريف مشهد النقل في المدينة مع الإفتتاح الرسمي لمحطاته الخمس الجديدة تحت الأرض: آردِن في شمال ملبورن، وباركفيل، ومكتبة الولاية، وتاون هول، وأنزاك في شارع سانت كيلدا، والتي تتميز بأول اتصال مباشر على الإطلاق بين شبكة الترام والسكك الحديدية في ملبورن.
وتم تصميم نفق المترو برؤية متكاملة، حيث يجسد طابع المحطات الداخلية والمباني المحيطة هوية معمارية متميزة لتصبح إرثاً حضارياً يشكل مصدر فخر للأجيال القادمة في ملبورن.
مترو يتناغم مع المدينة
في تطورٍ عن محطات مترو الأنفاق التقليدية، تم تصميم محطات مترو الأنفاق بحيث تحاكي الشوارع والمعالم البارزة للمواقع المحيطة بها، حيث يضمن هذا النهج التصميمي بقاء الركاب على اتصال وثيق بالمدينة النابضة بالحياة، مما يخلق تجربة فريدة بين المسافر في مترو الأنفاق وحيوية المدينة فوقه. كما تتحول هذه المحطات في كل موقع إلى مساحات عامة واسعة، بما في ذلك ساحة المدينة المُجددة، مما يُضفي بعداً جمالياً ووظيفياً لقلب منطقة الأعمال المركزية.
وتم تصميم محطات نفق المترو وفق مبدأ تصميمي أساسي يقوم على دمج الضوء الطبيعي والتهوية، مما يعزز شعور الركاب بالانفتاح والراحة. وفي محطتي آردن وباركفيل، تغمر نوافذ السقفية الواسعة ساحات الإٍستقبال بفيض من الضوء الطبيعي، مما يخلق أجواءً مشرقة وجذابة. كما تمّ دمج مواد البناء المحلية مثل الطوب والخشب خصيصاً في محطتي آردن وأنزاك، لتعكس الهوية المعمارية الفريدة لكل موقع. وفي محطة أنزاك، تحمي المظلة البيضاوية الكبيرة الواقعة في وسط شارع سانت كيلدا ساحات الإستقبال، فيشع الضوء الطبيعي في الممرات الجديدة المؤدية إلى الأرصفة تحت الأرض، في حين توفر حماية مريحة للركاب أثناء الانتقال لشبكة الترام.
وبينما شكل العمق الاستثنائي ومواقع منطقة الأعمال المركزية الصاخبة تحدياً أكبر لمحطتي مكتبة الولاية ومبنى البلدية، استجابت فرق التصميم من خلال خرق فراغات تحت الأرض تشبه القاعات المقببة والتي تثير في الناظر شعوراً بالرحابة والفخامة. كما تم أيضاً دمج الضوء الطبيعي بعناية في المداخل الرئيسية لهذه المحطات المركزية.
وتبرز جميع محطات المترو هوية بصرية موحدة من خلال عناصر تصميمية مميزة، حيث تدعم الهياكل ذات الألوان الزاهية جميع مرافق هذه المحطات، وتضم عدداً كبيراً من وحدات الإضاءة المصممة خصيصاً، والمصنوعة من المعدن، وتتميز بآلاف الكُرات الزجاجية. ومن الميزات الأخرى التي تتميز بها كافة المحطات، نظام التوجيه المتطور، حيث توجه الألواح المعدنية الملونة الركاب إلى مداخل ومخارج المحطات، وتُرشدهم إلى نقاط الانتقال إلى وسائل النقل الأخرى.
خدمة قطارات فعّالة تربط المدينة
سيخلق هذا المشروع الحيوي شرياناً من السكك المتواصلة من صانباري في الشمال الغربي إلى باكينهام في الجنوب الشرقي، مما يُخفف بشكل كبير من الإزدحام داخل سيتي لوب City Loop، ويُتيح تقديم خدمات نقل بالقطار أكثر انسجاما وكفاءة عبر الشبكة.
كما تتيح الوصلات الإستراتيجية للركاب، إمكانية التنقل بين خطوط السكك الحديدية المختلفة، مما يعزز كفاءة اتصال الشبكة وترابطها على نطاق أوسع.
يمثل نفق مترو ملبورن استثماراً تحويلياً في مستقبل المدينة، لا يقتصر على توفير بنية تحتية أساسية للنقل فحسب، بل يضفي إرثاً معمارياً متميزاً ومساحات عامة مُجددة تُثري حياة سكان ملبورن لعقود قادمة.
وتم تنفيذ مشروع نفق المترو من قِبل حكومة ولاية فيكتوريا عن طريق هيئة تطوير البنية التحتية في ولاية فيكتوريا ومكتبها لتنفيذ المشاريع VIDA Metro. أما المقاول الرئيسي للمشروع فهو "كروس يارا بارتنرشب"CYP وهو شراكة بين القطاعين العام والخاص تضم كل من شركة Lendlease Engineering وشركة John Holland وشركة Bouygues Construction. أما هندسة المشروع فهي ثمرة تعاون بين مكاتب الهندسة المعمارية الرائدة "هاسل" و"دبليو دبليو بلس بي" و"آر أس إتش بي".
تعليقاً على هذا الإنجاز الاستثنائي، قال مارك لوغنان، الشريك والرئيس التنفيذي للتصميم في "هاسل": "حرصنا على احترام خصائص المواقع المحيطة والانسجام معها، حيث جرى تصميم كل محطة بما يبرز متعة وكفاءة التنقّل، وبما يسهم في تقديم تجربة جديدة ومميزة تبقى راسخة في ذاكرة مدينة ملبورن."
كما صرّح روب نيبر، رئيس مجلس إدارة "دبليو دبليو بلس بي": "يمثل هذا المشروع خطوة فارقة على المستوى العالمي. لطالما عُرفت ملبورن بانفتاحها؛ فشبكة شوارعها وممراتها ومساحاتها العامة تصنع بيئة نابضة بالحياة ومرحِّبة. وانطلاقاً من هذا الإرث، جرى تصميم المحطات الجديدة بما يعزز الإضاءة الطبيعية والتهوية، ويوفر مساحات للركّاب بمعايير عالمية. إن تركيزنا على الربط البصري والحركي يضمن إحساس المسافرين بكونهم جزءاً من نبض المدينة؛ فالمحطات ليست مجرد مراكز عبور، بل امتداد متكامل للمشهد الحضري في ملبورن."
وقال إيفان هاربر، المدير التنفيذي للتصميم في " آر أس إتش بي": "تشرفنا بالمشاركة في هذا الجهد الاستثنائي الذي أسهم فيه آلاف الخبراء والمهنيين المبدعين لبناء المترو الجديد لملبورن. وقد جرى تصميم هندسة المحطات لارتقاء التجربة اليومية للمستخدمين، مع تميّز كل محطة بطابع فريد يراعي خصوصية موقعها. تعكس هذه الرؤية الروح الإبداعية لمدينة ملبورن. ومع ظهور مداخل المحطات تباعاً، تتشكل ملامح جديدة لكيفية التنقّل داخل هذه المدينة الفريدة، اليوم وفي المستقبل. نأمل أن يحظى السكان بتجربة استخدام تُضاهي ما شعرنا به من فخر خلال مشاركتنا في هذا المشروع."






