وزارة الثقافة تطلق "السياسة الوطنية للحفاظ على التراث المعماري الحديث" لتوثيق المعالم الحضارية وتعزيز الهوية الثقافية في إمارات الدولة

.

الإمارات العربية المتحدة، 07 مارس 2025:
أطلقت وزارة الثقافة "السياسة الوطنية للحفاظ على التراث المعماري الحديث" خلال حفل أُقيم بالمسرح الوطني التابع للوزارة في أبوظبي، بمشاركة عدد من المسؤولين والخبراء والمهتمين بالشأن الثقافي والتراثي بدولة الإمارات. وتهدف هذه السياسة إلى وضع رؤية وتوجهات وطنية شاملة تُعنى بالتراث المعماري الحديث، تحقيقًا لاستراتيجية وزارة الثقافة نحو تعزيز الهوية الوطنية وترويج التراث الثقافي. كما تسعى إلى ترسيخ القيم التاريخية والثقافية لهذا التراث، ودعم الابتكار والإبداع في هذا المجال، حيث تُشكل المعالم المعمارية جزءًا أساسيًا من الهوية الوطنية وعناصر التراث الثقافي المادي للدولة، كما تعكس قيماً ثقافية متعددة تُسهم في تعزيز التلاحم الوطني والتكاتف المجتمعي.
فعالية إطلاق السياسة الوطنية تضمنت الاجتماع الاستثنائي الأول مع الجهات الاتحادية والمحلية المعنية، لاستعراض جهودها في مجال التراث المعماري الحديث، ومناقشة سبل التعاون على تنفيذ السياسة، إضافةً إلى تحديد الأولويات للمبادرات المزمع تنفيذها خلال السنوات القادمة.
وتضمّن الحفل كلمة لسعادة مبارك الناخي، وكيل وزارة الثقافة، أكدّ خلالها أن هذه السياسة تأتي في إطار الجهود المستمرة للوزارة للحفاظ على المعالم الحضارية والتاريخية التي تعكس عراقة الهوية الوطنية لدولة الإمارات. وأضاف سعادته: "إن العمارة الحديثة ليست مجرد مبانٍ، بل هي جزء لا يتجزأ من سردية المكان وهوية الفرد، تعكس قصة تطور دولتنا ونهضتها. وإن حماية التراث المعماري الحديث هي مسؤولية جماعية تتطلب تنسيق الجهود بين مختلف الجهات المعنية؛ للحفاظ على هذا الإرث الحيوي وضمان استمراريته للأجيال القادمة."
وقدمت شذى الملا، القائم بأعمال وكيل الوزارة المساعد لقطاع الهوية الوطنية والفنون، عرضاً تفصيلياً تناول أهداف "السياسة الوطنية للحفاظ على التراث المعماري الحديث"، مؤكدة أن هذه السياسة تهدف إلى الحماية والحفاظ على التراث المعماري الحديث، وتعزيز التعاون بين الجهات الحكومية، المؤسسات الأكاديمية، جمعيات النفع العام، والقطاع الخاص.
كما تهدف إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي، تعزيز الفخر بالهوية الوطنية، دعم جهود التعليم والبحث العلمي، وتعزيز المكانة العالمية لدولة الإمارات في مجال الحفاظ على التراث المعماري.
وأشارت إلى أن السياسة ستسهم في تعزيز السياحة الثقافية من خلال إبراز القيمة المعمارية لهذه المباني وجذب الزوار والمهتمين بتاريخ العمارة، ودعم أجندة التنمية المستدامة على المستويات الاقتصادية، البيئية، والاجتماعية، محليًا وعالميًا.

إضافة إلى ذلك، تركز السياسة على دعم الابتكار عبر تشجيع الفنانين والمهندسين المعماريين الشباب على استلهام التراث المعماري في تصاميمهم المستقبلية، بما يضمن استدامة هذا الإرث الثقافي.
كما أدارت الملا، جلسة نقاشية بعنوان "الذاكرة المعمارية: الحفاظ على التراث الحديث في الإمارات"، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين الذين ناقشوا مفهوم التراث المعماري الحديث في سياق دولة الإمارات، والتطرق للتحديات والفرص الموجوده في هذا المجال، كما استعرضوا الجهود الحكومية المبذولة للحفاظ على هذا التراث، وناقشوا آليات تعزيز مساهمة المجتمع في هذه الجهود.
وشهد الحفل توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، منها توقيع ميثاق الحفاظ على التراث الحديث بين الجهات المعنية في الدولة، الذي يؤكد التزامها بالحفاظ على المعالم المعمارية ذات القيمة الثقافية، كذلك توقيع مذكرة تفاهم مع جامعة زايد لإطلاق برنامج تمويلي لدعم الأبحاث والدراسات في مجال التراث المعماري الحديث ، الذي سيوفر فرصاً للطلاب والباحثين والأكاديميين المعماريين والفنانين والمهتمين بهذا المجال وكذلك مع "مجرى" الصندوق الوطني للمسؤولية المجتمعية على المبادرة المذكورة بالإضافة إلى دعمهم لمشروع البرنامج الوطني لمنح الثقافة والفنون ومشروع دعم وتمكين الحرفين الذي يهدف إلى ربط الحرفين الإماراتيين ودمجهم مع أصحاب المصلحة والمعنين في القطاعات الصناعية لخلق فرص استثمارية. إضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم مع جمعية التراث المعماري، لتوثيق المباني ذات القيمة الوطنية في مختلف إمارات الدولة، مما سيسهم في إنشاء قاعدة بيانات شاملة تسلط الضوء على المباني ذات الأهمية التاريخية والثقافية.
ويأتي إطلاق هذه السياسة في وقت تشهد فيه دولة الإمارات تطوراً متسارعاً في مختلف المجالات؛ حيث تعكس الجهود المبذولة في أبوظبي، دبي، والشارقة لحماية التراث المعماري الحديث، والتي تعد نموذجاً يُحتذى به على المستوى الوطني. ومن خلال هذه السياسة، تعزز الدولة التزامها بحماية هويتها الثقافية وتراثها الحضاري، انسجامًا مع رؤيتها الوطنية الطموحة و"مئوية الإمارات 2071"، التي تهدف إلى ترسيخ مكانة الإمارات كدولة رائدة عالميًا في صون التراث وإثرائه للأجيال القادمة.