"محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة" تختتم فعاليات الدورة الثانية من "ملتقى شباب المعرفة"

الملتقى شهد إطلاق مبادرة "مكتب شباب المعرفة المصري" لتمكين الشباب وصقل مهاراته في كافة المجالات

04 سبتمبر 2024- اختتمت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي فعاليات "ملتقى شباب المعرفة 2024" والذي عقد في جمهورية مصر العربية يومي 2 و3 سبتمبر الجاري، واستضافته وزارة الشباب والرياضة المصرية.
وضمن فعاليات الملتقى، أطلقت وزارة الشباب والرياضة المصرية مبادرة "مكتب شباب المعرفة" المصري، ليأتي هذا الإطلاق بمثابة إنجاز للملتقى يتحقق على أرض الواقع، حيث يُجسِّد المكتب تجربة شبابية تُعنى بتنمية وتمكين الشباب المصري وصقل مهاراته في كافة المجالات المعرفية.
ويهدف المكتب إلى المساهمة في وضع رؤية وطنية بمشاركة المعنيين للنهوض بمرتبة مصر المعرفية بين دول العالم، والعمل على نشر الوعي المجتمعي بالمهارات المعرفية وسبل تحقيق الاستدامة، إضافة إلى تمكين الشباب وصقل مهاراتهم في كافة المجالات المعرفية وتأهيلهم لمواكبة متطلبات سوق العمل الدولية. كما يسعى المكتب إلى تحقيق التكامل والشراكة بين كافة المعنيين بالقطاعات المعرفية لدفع عجلة التقدم المعرفي بمصر وتشكيل حلقة وصل بين الشباب وأصحاب الرؤى والأفكار ومتخذي القرار.
وقال سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة: "إنَّ إطلاق مكتب شباب المعرفة المصري سيُسهم في تمكين جيل جديد من الشباب يتمتع بالمعرفة والمهارات التي تؤهِّله لمواكبة التغيرات السريعة والتحديات المتزايدة في مختلف المجالات بما يدعم دور الشباب في بناء مستقبل مشرق لمجتمعاتهم. ونحن نفخر بأن يشهد "ملتقى شباب المعرفة" إطلاق هذا النوع من المبادرات الملهمة التي تأتي استمراراً لجهود التعاون بين دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية، وتُترجم رؤية الملتقى المتمثلة في أن يصبح كل شاب عربي عنصراً فاعلاً في مجتمعه، قادراً على المنافسة في الساحة العالمية، ومؤهلاً للمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة لوطنه، حيث سيكون المكتب بمثابة منارة للمعرفة تتيح للشباب فرصاً غير محدودة لتطوير مهاراتهم، واحتضان أفكارهم المبتكرة، وتحقيق طموحاتهم في ريادة الأعمال والتكنولوجيا والعلوم.
وبدوره، قال الأستاذ فتحي عماد، مدير مكتب شباب المعرفة المصري: "نشكر مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة على دعمها الكبير وحرصها على التعاون معنا لتأسيس مكتب شباب المعرفة المصري ليكون امتداداً للمبادرات المعرفية الرائدة التي تقودها. وسيعمل المكتب بالتنسيق مع المؤسَّسة ومشروع المعرفة العالمي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة الشباب والرياضة لتحقيق أقصى قدر ممكن من الفائدة للفئات الشبابية المستهدفة".
وتتمثل رؤية المكتب في إتاحة المعرفة للجميع دون تمييز، وإعداد جيل من الشباب القادر على مواكبة المتغيرات العالمية ومتطلبات سوق العمل الدولي، والواعي بأهمية المعرفة في كافة المجالات.
وشهدت فعاليات اليوم الختامي للملتقى الذي حمل عنوان "نماذج شبابية ملهمة" مشاركة ست شخصيات شبابية ناجحة استعرض كل منها قصة نجاحه التي استطاع من خلالها إلهام العديد من الشباب، وهم: الدكتور أبانوب جمال، صيدلي مُدرج ضمن قائمة مجلة فوربس للشباب تحت 30 عاماً في مجال الاقتصاد والأعمال، والأستاذ مصطفى عبد اللطيف، مؤسس شركة E Youth الاجتماعية الناشئة لتمكين الشباب المصري. إلى جانب ياسمين الشيخ، أخصائية التعليم والتطوير لدى مجموعة الفطيم، والمهندس حسن خالد سبت، رئيس مجلس دبي للشباب، وأحمد حمودة، المدير التنفيذي والشريك المؤسس لشركة ثاندر لتداول الأوراق المالية، وهدير شلبي، المدير التنفيذي ومؤسِّسة شركة "فريزيانا" المتخصصة في قطاع الصناعات الإبداعية.
واستعرض الدكتور أبانوب جمال المراحل التي خاضها والتحديات التي استطاع أن يتغلب عليها حتى وصل لترشيحه من قبل "فوربس"، مشيراً إلى أن هذا الترشيح دليل على أن العمل الجاد والمثابرة يمكن أن يؤديا إلى تحقيق الأحلام، وموضحاً في الوقت نفسه بأن هناك بعض الصفات التي يجب على الشباب أن يتحلوا بها، وهي الرضا، واكتشاف الذات، والحكمة، والنشاط، والإيجابية، والعمل الجاد.
وقدَّم الأستاذ مصطفى عبد اللطيف نبذة عن طبيعة عمل شركة E Youth الاجتماعية الناشئة لتمكين الشباب المصري وتدريبهم وإدخالهم في سوق العمل، لافتاً إلى أن التزامه بتطوير مهارات الشباب ساهم في إعداد جيل جديد من القادة والمؤهلين لمواجهة تحديات سوق العمل وتحقيق النجاح في مختلف المجالات، حيث تُعد شركة E Youth منصة مهمة للشباب لاكتساب المهارات الضرورية، وبناء شبكة علاقات مهنية قوية، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة للمجتمع المصري.
ومن جانبها، تحدَّثت السيدة ياسمين الشيخ عن قصة نجاحها مع مجموعة الفطيم، داعيةً الشباب إلى تطوير مهاراتهم الإبداعية والابتكارية، والاستمرار في التعلم، مشيرةً إلى أن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات تدعم الشباب من خلال المبادرات التي تطلقها المؤسسة الاتحادية للشباب.
ونوهَّت الشيخ إلى أنها تمكّنت ضمن مسيرتها من أن تشارك مع مجالس دبي للشباب في مؤتمر الأطراف Cop28 الذي استضافته دولة الإمارات العام الماضي، ضمن عدد من ورش العمل والمناظرات، ثم مثّلت مجموعة الفطيم في مؤتمر أهداف التنمية المستدامة في فرانكفورت، في إنجاز مهني إضافي لها.
وبدوره، سرد المهندس حسن خالد سبت قصة نجاحه وتحدث عن أهمية العمل التطوعي ودوره في تحقيق النجاح على الصعيدين المهني والشخصي، موضحاً أنه ركز على هذا الجانب وواصل تطوير نفسه حتى تلقى تكليفه برئاسة مجلس دبي للشباب في عام 2023. وأشار إلى أن رحلته نحو النجاح انطلقت في العام الأول من الجامعة، عندما بدأ في اكتشاف نفسه بعد تأسيس قسم الشباب بالجامعة، حيث تولى منصب رئيس القسم الإعلامي. ومن هناك، بدأ في العمل التطوعي ضمن مجالس الشباب. وبعد تخرجه، عمل كمهندس في هيئة كهرباء ومياه دبي، وتم تعيينه رئيساً لمجلس شباب الهيئة.
وربط سبت بين أهداف "ملتقى شباب المعرفة" وأهداف مجلس دبي للشباب، حيث أكد أن المجلس يهدف إلى تمكين الشباب ومدهم بالثقة بالنفس إضافةً إلى المهارات والخبرات اللازمة ليكونوا في مراكز صنع القرار، مبيناً أن من بين إنجازاته في المجلس كان تشكيل أول خلوة مخصصة للشباب في إمارة دبي وهي منصة تتكون من ستة محاور رئيسية تهتم بدعم الشباب الإماراتي.
وتحدَّث أحمد حمودة عن بداية رحلته التعليمية والمهنية وصولاً إلى تأسيس شركة ثاندر لتداول الأوراق المالية، مبيناً محطات حصوله على أول جولة تمويلية لشركة ثاندر في 2019، والصعوبات التي واجهته منذ دخوله هذا المجال وكيف تغلب عليها، مسلِّطاً الضوء على الصفقات وجولات التمويل التي نفذتها الشركة خلال الفترة الماضية، وكاشفاً النقاب عن خطط الشركة وتوسعاتها في الفترة المقبلة، وقدم رؤيته الخاصة حول التحديات الاقتصادية المختلفة التي تواجه الشباب في الوقت الحالي.
وأشارت هدير شلبي في معرض حديثها عن تجربتها الملهمة إلى أن شركة "فرزيانا" تسعى إلى نشر ثقافة الحرف اليدوية وتعزيز حضور المنتجات المصرية داخلياً وخارجياً، موضحةً أن موقع "فرزيانا" هو أول منصة في مصر لتسويق الحرف اليدوية، حيث يهدف إلى تمكين أصحاب الحرف اليدوية، وخاصة السيدات، من خلال دعمهم اقتصادياً وتكنولوجياً، إذ يعمل الموقع على تسويق منتجاتهم اليدوية، وتصويرها، ثم شحنها وتطويرها لتواكب المتطلبات العصرية والاتجاهات السائدة.
وتلا ذلك تنظيم جلسة بعنوان "مشروع الشباب بالمكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي" قدمتها لمياء خيرت، منسق برنامج النمو الأخضر وتسريع الوظائف، واستعرضت من خلالها أهم المبادرات الشبابية في الوطن العربي.
وتحدثت لمياء خيرت عن عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في نحو 170 دولة وإقليم، للمساعدة في القضاء على الفقر، والحد من عدم المساواة والإقصاء، وبناء القدرة على مواجهة الأزمات حتى تتمكن البلدان من مواصلة التقدم، لافتةً إلى أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يلعب دوراً مهماً في مساعدة البلدان على تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وتناولت خيرت أنشطة البرنامج في المنطقة العربيّة التي تركز بصورة خاصة على التصدي لأبرز معوّقات التنمية البشريّة فيها.
واختتم الملتقى فعالياته بحوار شبابي مفتوح حول تطلعات الشباب للمستقبل مع الدكتور هاني تركي، رئيس المستشارين التقنيين ومدير مشروع المعرفة لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، حيث فنّد الدكتور تركي الأسباب التي تمنع العديد من الشباب العرب من التقدم إلى الوظائف في سوق العمل العالمي، داعياً إلى الاستفادة من تجارب النماذج الشبابية الملهمة التي استضافها الملتقى، ومركزاً على ضرورة مشاركة الشباب في مبادرات العمل التطوعي لما توفره من فرص مستقبلية متميزة.
ودعا تركي الشباب العربي إلى اغتنام الفرص المعرفية العديدة التي تتيحها مبادرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع شركائه ولا سيما مبادرة "مهارات المستقبل للجميع" التي تهدف لرفد الأجيال الشابة في العالم العربي بأهم المهارات الرقمية والمهنية التي تؤهلهم لوظائف المستقبل.
يشار إلى أن "ملتقى شباب المعرفة" في نسخته الثانية شهد حضوراً وإقبالاً لافتاً من قبل المسؤولين والشباب وممثلي المؤسسات العاملة بالشأن المعرفي والعلمي والتنموي في جمهورية مصر العربية. واستضاف الحدث نقاشات بناءة تناولت التحديات والفرص التي يواجهها جيل الشباب في مجالات التعليم والتكنولوجيا ووظائف المستقبل وصناعة القرار، كما استعرض تجارب ملهمة لكوادر ومواهب شبابية تركت بصمتها في شتى القطاعات.