اختتام فعاليات "مؤتمر اليونسكو العالمي الثالث للموارد التعليمية المفتوحة في دبي" بخطة عمل لتمكين طلبة العلم في جميع أنحاء العالم

قدم توصيات جادة بضرورة توفير الدول للموارد التعليمية المفتوحة لتحقيق الوصول الشامل للمعرفة

دبي، الإمارات العربية المتحدة، 21 نوفمبر 2024- اختُتمت فعاليات "مؤتمر اليونسكو العالمي الثالث للموارد التعليمية المفتوحة" في دبي والذي نظَّمته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بالتعاون مع مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة يومي 19 و20 نوفمبر الجاري للمرة الأولى في المنطقة العربية، تحت شعار "المنافع العامة الرقمية: حلول مفتوحة وذكاء اصطناعي لوصول شامل إلى المعرفة".
وجمع المؤتمر أكثر من 500 مشارك ومشاركة من نخبة القادة العالميين وصناع السياسات والمؤسَّسات التعليمية بمن فيهم وزراء وأكاديميين وممثلي القطاع الخاص لتسليط الضوء على أهمية الاستفادة من الموارد التعليمية المفتوحة والتقنيات الناشئة لضمان الوصول العادل للتعليم وسد الفجوة الرقمية فيه على امتداد أنحاء العالم.
واستعرض الدكتور توفيق الجلاصي، مساعد المدير العام لقطاع الاتصال والمعلومات في اليونسكو، ضمن جلسة بعنوان "احتضان الحلول المفتوحة من أجل مستقبل شامل للمعرفة" خلال الحدث الفوائد الكبيرة للموارد التعليمية المفتوحة في مواجهة تحديات التعليم في العالم، ودعا إلى ضرورة توحيد الجهود بين الدول والمنظمات والاستفادة من التجارب المميزة التي حققتها بعض الدول على صعيد توفير الحلول التعليمية والاستعانة بالأدوات الرقمية المتطورة لتطوير قطاع التعليم.
بدوره قال سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة:" مثَّل هذا المؤتمر خطوة أخرى على طريق توفير الموارد التعليمية المفتوحة أمام محتاجيها. وهو بمثابة محطة جديدة من محطات الشراكة الطويلة بين مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبين منظمات الأمم المتحدة ومؤسَّساتها. وشكَّل انعقاده في دبي تتويجاً لكل مبادراتنا المعرفية والتنموية المشتركة من ناحية، وتأكيداً جديداً على ريادة دولة الإمارات في احتضان المبادرات التنموية الكبرى والفعاليات العالمية التي تمثلها".
وتضمَّن المؤتمر جلسات نقاشية قادها عدد من المسؤولين الحكوميين رفيعي المستوى ووزراء دول عديدة حول العالم بما فيها الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، وأيرلندا، وسلوفينيا، وتونس، والباهاماس وترينيداد وتوباغو والأوروغواي، ومسؤولين رفيعين في اليونسكو، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، بالإضافة إلى استعراض تجارب رائدة في مجال توفير حلول التعليم المفتوح في دول ماليزيا، والمغرب، وكوبا، ومدغشقر.
وناقش المشاركون موضوعات حيويه تتعلق بسُبل الاستفادة من الحلول المفتوحة من أجل بناء بيئة رقمية مرنة، وضرورة استغلال التقنيات المتطورة -بما في ذلك الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة- لتعزيز الوصول الرقمي، وركزوا على تعزيز التعاون الرقمي العالمي، كما ناقشوا مسائل الملكية الفكرية للتقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي، وسبل تعزيز تكافؤ الفرص في التعليم وآليات معالجة احتياجات القارة الأفريقية والدول الأقل تقدماً، والجزر الصغيرة النامية، واحتياجات الشباب فيما يخص الحصول على التعلم الجيد والمنصف.
وتطرَّقت نقاشات المؤتمر إلى المبادرات المختلفة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والمصادر التعليمية المفتوحة، وسلَّطت الضوء على شبكة اليونسكو للتوءمة الجامعية للتعليم المفتوح، ومستودع الموارد التعليمية المفتوحة التابع لشبكة حلول التنمية المستدامة لليونسكو، بالإضافة إلى سبل توسيع نطاق الوصول إلى المحتوى التعليمي المفتوح على المستوى الوطني والعالمي.
واستعرض المؤتمر التقرير الصادر عن الجلسات الجانبية المتعلقة بتنفيذ توصية اليونسكو لعام 2019 بشأن الموارد التعليمية المفتوحة، وتناول "إعلان دبي من أجل العمل فيما يتعلق بالموارد التعليمية المفتوحة،" والذي أكَّد على تعزيز التعليم الجيد الشامل والمنصف، وبناء قدرات القوى العاملة الجديدة، والسياسات الخاصة بالموارد الرقمية التعليمية المشاعة، وتحقيق الجودة وسهولة الوصول، واستدامة الموارد العامة الرقمية، وعقد الشراكات لتحسين التعاون الرقمي.
وقدَّم المؤتمر توصيات جادة للدول لتوفير هذا النوع من الموارد التعليمية ضمن خطة تستغرق 7 سنوات من شأنها تمكين المزيد من طلبة العلم في جميع أنحاء العالم. وحمل ختام المؤتمر رسالة إيجابية ومؤثِّرة للغاية أكَّد فيها على الإمكانات الكبيرة للموارد التعليمية المفتوحة وأهميتها في تحقيق الوصول الشامل للمعرفة.